قابيل السوري... قصيدة من شعر التفعيلة بقلم الدكتور علي غبن

آدم فرّ ليسكن في جنة بعث سوري النشأة

كفّر عن أكل التفاح بطرطوس فأنشأ حزباً لله بصيدا

وأقام موائد للرحمن على جثثٍ بحماة الأولى

واستوطن حمصاً والرقة

ضاجع حواء بنادٍ ليليٍ في القرداحة

أنجب قابيل وإقليما في الرستن

أنجب هابيل ولبودا في درعا

وبنى فرعاً للحزب الأسدي بعين الفيجة كي يستغفر فيه الرب ببيت المقدس

هابيل وقابيل انتظرا حتى شبّا وتوارت حواء وآدم

إقليما ولبودا بالغتان وعاريتان ككعكة عيد الميلاد بدوما

هابيل وقابيل احتارا في قص شريط الكعكة فاقتتلا

والتهما نهدي إقليما

إقليما الأنثى كانت أجمل

كانت زهرة تدمر

كانت عرشاً طوّقه الجن ببصرى

من يظفر بعروس الشام من الأخوين ينل حظا

وتكون الحسناء له عرسا

ويكون القصر له المسكن

قابيل الليث استأسد في قضم النهد الأيسر وأراد الأيمن

هابيل الحر استطيب طعم النهد وفكّر في الثاني أيضاً

ولبودا ارتعبت... خافت...فرّت نحو الدوحة

تستنجد نخوتها العربية

وتنادي الجن لعلّ الجن يخلص إقليدا من ورطتها الأسدية

وحساسين الغوطة طارت من مربضها الأسدي

صارت ترجم أفيال الجيش الحبشي الحر القادم كي يفتح فخذي بردى

هابيل وقابيل اقتتلا دهرا

إقليدا رضخت للأمر الواقع.....زيّنت النحر ببعض جماجم إخوتها

وتعرّت تسبح في بركة دمّ قانية ملأتها من طهر عذارى الشهباء

سكبت عطراً من أنفاس المذبوحين بأخمص قدميها

واستلقت تنتظر الزوج السلفي أو العلوي بلهفة عاهرة شقراء الشعر يهودية

فأضاعت جنة آدم

ضاعت جنة آدم



بقلم: د. علي غبن

عمان في 4-9-2012

* اقليما هي الأخت التي اقتتل هابيل وقابيل لأجلها

* لبودا هي الأخت التي لم يرغب بها قابيل وهابيل